كتاب الصوم ----> فلسفة الصوم

فلسفة الصوم

الصوم من أهمّ برامج تهذيب النفس في الأديان السماويّة، وكان واجباً على الأمم السابقة أيضاً. من بركات الصوم حصول حالةٍ معنويّةٍ، وصفاء الباطن، والشعور بالجوع والعطش، وإيقاظ الشعور بآلام المحرومين، وتقوية الإرادة والصمود في مواجهة أهواء النفس، وتذكّر عطش وجوع يوم القيامة. من الثابت أيضاً الدور الذي يلعبه الصوم في سلامة البدن، وتنظيم عمليّات استقبال أجهزة البدن للأغذية واستهلاكها. والحديث النبويّ: "صوموا تصحّوا" يشير إلى هذا الأثر. هذا فضلاً عن ما وعد الله تعالى به الصائمين من الأجر العظيم. ومن جهة أخرى، فإنّ تأثير الصوم في كبح جماح الغريزة الجنسيّة، وكذلك في ترويض النفس وتدريبها وتمرينها على تحمّل الظروف الصعبة وقلّة الغذاء، وتربية أناسٍ ذوي إرادةٍ ونفسٍ مهذّبةٍ، وذوي صبرٍ وجَلَدٍ وقناعةٍ، تعدّ أيضاً من بركات هذه العبادة. أولياء الله، مضافاً إلى الصوم الواجب في شهر رمضان، كانوا يصومون كثيراً من الأيّام المستحبّة، ويعتقدون أنّها توجب القرب من الله تعالى.