الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم وأسمى الواجبات الإسلاميّة، قال تعالى ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾( ) ومَن ترك هذه الفريضة، أو تهاون فيها كان عاصياً ومستحقّاً لعقوبةٍ شديدة, فعن النبي انه قال : (لا تَزَالُ أُمَّتِيْ بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوْا بِالمَعْرُوْفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ، فَإذا لَمْ يَفْعَلُوْا ذلِكَ نُزِعَتْ مِنْهُمُ البَرَكَاتِ وسُلِّطَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ نَاصِرٌ فِيْ الأَرْضِ وَلا فِيْ السَّمَاءِ).( ) وعن الإمام الرضا :(كان رسول الله يقول : إذا أمتي تواكلت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من الله ( )).

مسألة 980 ـ يجب تعلم شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وموارد الوجوب وعدمه والجواز وعدمه حتى لا يقع في المنكر في أمره ونهيه.

مسألة 981 ـ الأقوى أن وجوبهما كفائي, فلو قام به من به الكفاية سقط عن الآخرين, وإلا كان الكل مع اجتماع الشرائط آثماً.

مسألة 982 ـ ينقسم كل من الأمر والنهي إلى واجب ومندوب فما وجب عقلاً أو شرعاً وجب الأمر به، وما قبح عقلاً أو حرم شرعاً وجب النهي عنه، وما ندب واستحب فالأمر به كذلك.

مسألة 983 ـ يشترط في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي :ـ 1 ـ العلم بكون ما يأمر به معروفاً وما ينهى عنه منكراً. 2 ـ احتمال أن يكون لأمره ونهيه تأثير في ردع المقابل. 3 ـ إصرار فاعل الحرام على فعله وعدم ظهور علامات الندم عليه. 4 ـ عدم ترتّب ضرر معتدّ به عليه بسبب قيامه بهذا الواجب.

مسألة 984 ـ لو توقف إقامة فريضة أو إقلاع منكر على اجتماع جماعة في الأمر أو النهي لا يسقط الوجوب بقيام بعضهم، ويجب الاجتماع في ذلك بقدر الكفاية.

مسألة 985 ـ لو قطع أو اطمأن بقيام الغير لا يجب عليه القيام، نعم لو ظهر خلاف قطعه يجب عليه، وكذا لو قطع أو اطمأن بكفاية من قام به .

مسألة 986 ـ من الواجبات التوبة من الذنب، فلو ارتكب حراماً أو ترك واجباً تجب التوبة فوراً، ومع عدم ظهورها منه وجب أمره بها، وكذا لو شك في توبته.

مسألة 987 ـ لو علم أو ظن أن إنكاره موجب لتوجه ضرر نفسي أو عرضي أو مالي يعتد به عليه أو على أحد متعلقيه كأقربائه وأصحابه وملازميه فلا يجب ويسقط عنه، بل وكذا لو خاف ذلك لاحتمال معتد به عند العقلاء، والظاهر إلحاق سائر المؤمنين بهم أيضاً.

مسألة 988 ـ لا يشترط في الآمر والناهي العدالة أو كونه آتياً بما أمر به وتاركاً لما نهى عنه.

مسألة 989 ـ يجب كفاية على كلّ مكلّف مهما كان عمره, رجلاً أم امرأة عند رؤيته لبعض أهله وأقاربه وجيرانه وأهل بلده، يتركون بعض الواجبات , كالصلاة والصيام والحجاب وصلة الرحم وغير ذلك، أن ينصحهم, وينبههم على خطورة ما يفعلون.