أحكام الصوم

مسألة 639 ـ الصوم من الواجبات العباديّة الاجتماعيّة المهمّة، وقد نصّ عليه القرآن الكريم في آيات كثيرة يستفاد منها أنّه كالصلاة واجب في جميع الشرائع الإلهيّة, قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}( ).

يجب على كلّ مكلّف صيام شهر رمضان المبارك إذا لم يكن مسافراً أو مريضاً، وذلك بالإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى المغرب امتثالاً لأمر الله, ويشترط في وجوبه على المرأة إضافة إلى ذلك الطهارة من الحيض والنفاس.

مسألة 641 ـ نبغي على الصائم من أجل تحصيل ثواب الصوم وفائدته أن يطهّر قلبه من آثار الذنوب بالتوبة الصادقة، وأن يحصّن نفسه من ارتكاب المعاصي، فعن الإمام الصادق قال: "إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح, ودع المراء وأذى الخادم, وليكن عليك وقار الصيام، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك" ( ).

مسألة 642 ـ لا یصحّ صوم المرأة الحائض أو النفساء، حتّی لو حاضت أو وضعت مولودها قبل المغرب بلحظاتٍ، أو طهرت بعد طلوع الفجر بلحظاتٍ.

مسألة 643 ـ يشترط في صحة الصوم السلامة من المرض الذي يضر به الصوم، فليس كل مرض يمنع من الصوم بل خصوص المرض الذي يضره الصوم؛ إما بإيجابه شدة المرض, أو طول مدته, أو ازدياد ألمه، ويلحق به خوف حدوث المرض بسبب الصوم.

مسألة 644 ـ من كان في ذمّته قضاء صوم شهر رمضان، إذا نسیه وصام بقصد الاستحباب، فإن تذكر قبل الظهر، فیمكنه أن ینوي صوم قضاء شهر رمضان، وإن تذكر بعد الظهر، فلا يمكنه ذلك ولا يصحّ منه استحباباً أيضاً.

مسألة 645 ـ لا يجوز صوم يومي العيدين, وصوم الصمت, وصوم الوصال, والصوم وفاءً لنذر المعصية.